السبت، 4 ديسمبر 2010

الرسول رائـــــــد تعديل السلوك البشري

إن سلوكيات الرسول وتعاليمه و إرشاداته والنماذج العملية التي قدمها لتغيير من حوله لا يمكن أن تصدر من انسان عادي فما بالك اذا كان أمى لايقرأ ولا يكتب و نشأ في بيئة فقيرة في كل شئ , لا يعرف أكثر الناس فيها أى شكل من الثقافة أو المهارات الاجتماعية أو حتى آداب الحوار و المخاطبة و قواعد العلاقات الإنسانية السمحاء. وكثيرا ما يفشل الشخص -مهما بلغ تعليمه وثقافته  - فى التخلص من عادة واحدة مثل التدخين أو سرعة الانفعال والغضب أو تغيير مظهره أو  مواعيدة ونظامه اليومى. لذلك يعتبر تغيير هذا العدد الكبير من العادات و السلوكيات معجزة بكل المعايير .لقد تم تعديل أغلب  سلوكيات وعادات  مئات الآلاف من البشر فى وقت واحد وخلال عدد محدود من السنوات !!..اننا  لا شك أمام معجزة بكل المقاييس لأنها تمت في سنوات قليلة – فى عمر المجتمعات البشرية وعلى مستوى جماعي لم ولن يحدث في تاريخ البشرية .

استطاع الرسول – صلى الله عليه و سلم- تعديل سلوكيات وعادات وطباع المئات والآلاف ممن التفوا حوله فى بداية الدعوة وبعد ذلك , مما يعتبر اعجازا تؤكده كافة الدراسات والابحاث الحديثة فى مختلف العلوم الانسانية ودراسات الشخصية والسلوك  وغيرها .
وتمكن كذلك من تحويل القبائل المتناحرة والجماعات الغوغائية التي تغير على بعضها البعض وتستحل الدم و الحرمات  وتتفاخر بعدوانها و اغتصابها للحقوق.. إلى جماعات متضافرة منظمة تلتقي حول أهداف سامية و يحكم علاقاتها نظم و قواعد راقية ومشاعر الحب و العطف و الإحسان.. بل و استطاع أن يعدل في سلوكيات أفراد المجتمع وعاداتهم  و غرس فيهم الحب و التعاطف والرفق والرحمة  ويجزم علماء السلوكيات والنفس والاجتماع استحالة انجاز هذه التعديلات والتغييرات ورسوخها واستمرارها - حتى بعد وفاة الرسول الكريم  - بدون توافر  القدرات  والاسس والظروف والشروط اللازمة لهذه العملية . لقد حدث تغييرات هائلة بدون دوافع او اغراءات مادية وبدون سيف أو سلطان أو نفوذ , بل حتى بدون قدرة على رد العدوان وحماية الانصار والاتباع.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق