الأحد، 5 ديسمبر 2010

مكانة نظرية التعلم بالملاحظة في الوقت الحاضر


إن تصور باندورا للتعلم بالملاحظة هو أحد مكونات نظريته في التعلم الاجتماعي . ويقوم في الوقت الحاضر بتوضيح نظرية شاملة و موحدة للسلوك الإنساني كما يحاول إحداث تفسير رئيس لمجالات واسعة من مجالات علم النفس و نظرية التعلم بخاصة، و ذلك بتشجيع علماء النفس. و منذ عهد قريب أخذت مقولات رئيسة ذات طبيعة نظرية ( مثل الفعالية الذاتية و الحتمية المتبادلة ) تأخذ خطوات متسارعة ، و كل منها تمثل دليلاً على قدرة نموذج التعلم بالملاحظة على تركيب السلوك و التنبؤ به. و مثل هذه المقولات هي ثمار الأفكار التي غرست على مدى سنوات من التفكير و البحث التجريبي المبرمج. و الكثير مما نضج من هذه الأفكار يمكن أن نجدها مضمنة في الأعمال الأولى المتعلقة بظواهر التعلم بالملاحظة.

و على صعيد عملي أكثر يبذل باندورا الكثير من الجهد من أجل تطبيق نظريته في مجال علم النفس الإكلينكي و التطوري و الاجتماعي. و قد أصبحت تطبيقات نظرية مبادئ التعلم الاجتماعي في مجال العلاج النفسي معروفة الآن. أما التطبيقات على علم النفس الاجتماعي و علم الأنثروبولوجيا الثقافية فما زالت في مراحلها الأولية. و نظرية التعلم بالملاحظة كما عرضت حتى الآن متلائمة مع الاتجاهات الحالية لعلم النفس سواء أكانت تتبنى المذهب الطبيعي أم المذهب التجريبي. و النظرية تنسجم مع التطورات السائدة إلى الحد الذي ينبغي اعتبارها مصدراً مبرزاً من مصادر احتمالات البحث. و من المحتمل أن هذه النظرية ستحظى في المستقبل غير البعيد بمزيد من الاعتراف من الطلاب الذين يعدون رسائل الماجستير و الدكتوراه و كذلك السيكولوجيين الباحثين.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق