الثلاثاء، 30 نوفمبر 2010

عمليات التعلم بالملاحظة


ويحدد باندورا أربع عمليات يتم من خلالها التعلم بالملاحظة تتضمن العلاقة التبادلية بين المثيرات والسلوك والعمليات المعرفية، وهي:
  1. عمليات الانتباه Attention Processes
وهي القدرة على عمل تمييزات بين الملاحظات وتحليل المعلومات وهي مهارات يجب أن تكون حاضرة قبل أن يظهر التعلم بالملاحظة . والمثيرات معظمها يمر بدون ملاحظة أو انتباه . عدد من المتغيرات يؤثر في عمليات الانتباه . بعض من هذه المتغيرات يتعلق بخصائص القدوة ، وأخرى تتعلق بطبيعة النشاط وجزء آخر مرتبط بالشخص نفسه . والناس الذين يرتبط بهم الفرد يحددون الأنواع السلوكية التي يلاحظها الواحد لأن الارتباطات ، سواء بالاختيار أو بالصدفة ، تحدد أنواع الأنشطة التي سوف تظهر مرات ومرات . وطبيعة السلوكيات المقلدة تؤثر في حجم الاهتمام أو الانتباه الموجه لها فالتغييرات الحركية والسريعة تفرض مثيرات تتحكم في مستوى ودرجة الانتباه . من جانب آخر إذا كان النشاط معقدا جدا ، فمعنى ذلك أنه قد يسبب الاستغراب والدهشة لعقولنا . والتلفزيون قد وسع مجال النماذج المتاحة للناس هذه الأيام،  
  1. عمليات التذكر Memory Processes
يتذكر الفرد أعمال وأقوال النموذج عندما يلاحظ سلوكيات شخص ما بدون الاستجابة في نفس اللحظة ، فأنت قد تقوم بها من أجل أن تستخدمها كدليل وموجه للتصرف والسلوك في مناسبات قادمة . وهناك شكلان أساسيان من الرموز التي تسهل عملية التعلم بالملاحظة هما : ( اللفظي ، التخيلي ) ، ومعظم العمليات المعرفية بالنسبة للراشدين التي تتحكم في السلوك لفظية لا بصرية . والعلامات والتصورات الحيوية تساعد في عملية التمسك بالسلوكيات مدة أطول . والبروفة تعتبر عاملا مساعدا وهاما للتذكر حيث أنه في حالة عدم القدرة على أداء السلوك آنيا ، فمن الممكن القيام به ذهنيا . والمستوى الأعلى للتعلم بالملاحظة يظهر عندما يطبق السلوك المقلد رمزيا وبعد ذلك يقوم بتطبيقه فعليا ،  
  1. عمليات حركية Motor Processes
وهي الميكانيزم الثالث للتقليد يتضمن عمليات ، فمن أجل أن نحاكي نموذجا معينا يجب أن نحول التمثيل الرمزي للسلوك إلى تصرفات مناسبة . عمليات التكاثر الحركي تتضمن أربع مراحل فرعية هي : ( التنظيم المعرفي للاستجابة  ، بداية الاستجابة ، مراقبة الاستجابة ، تصفية وتقنية الاستجابة ) ومن أجل أداء نشاطا ما يكون هناك اختيار وننظم للإستجابة على المستوى المعرفي حيث يقرر ماهية النشاط نقوم ثم تبدأ الاستجابة بناء على فكرة كيف يمكن أن تنفذ هذه الأشياء ، والقدرة على القيام بأداء هذه الاستجابة جيدا يعتمد على المهارات الضرورية لتنفيذ السلوكيات والعناصر التي تضمنها النشاط . إذا كانت متوفرة المهارات المطلوبة يكون من السهل تعلم مهام جديدة وعندما تكون هذه المهارات مفقودة فمعنى ذلك أن التكاثر المطلوب لهذا النشاط سيكون ناقصا لذا يجب تطوير  المهارات الضرورية قبل أداء النشاط . والمهام المعقدة مثل قيادة السيارة يتم تقسيمها إلى أجزاء وعناصر عدة ، كل جزء مقلد ومطبق بصورة منفصلة وبعد ذلك يضافون ويجمعون على بعضهم البعض . وعند البدأ في أداء بعض الأنشطة لا نجيدها في البداية حيث تكثر الأخطاء مما يتطلب إعادة للسلوك وعمل التصحيحات حتى يمكن تكوين النموذج أو فكرة عنه . وأحيانا من الممكن التصرف كما لو كنا نقادا لأنفسنا ، نراقب سلوكياتنا ونزودها بتغذية رجعية .... الخ . والمهارات التي نتعلمها  من خلال التعلم بالملاحظة تصبح متكاملة بالتدريج من خلال عملية المحاولة والخطأ نحن نتبع سلوك القدوة وبعد ذلك نبحث عن تحسين تقديراتنا من خلال التغذية الرجعية والانسجام.
 
  1. العمليات الدافعيةMotivation Processes
فنظرية التعلم الاجتماعي تعمل تمييزا بين الاكتساب ( ما تعلمه الشخص ويستطيع القيام به ) والأداء وهو ما يستطيع الشخص بالفعل القيام به . الناس لا يقومون بكل شيء يتعلمونه  هناك احتمال كبير أن ندخل في سلوك مقلد إذا كان ذلك السلوك يؤدي إلى نتائج قيمة واحتمال ضعيف بتقليد ذلك السلوك إذا كانت النتائج عقابية . ويمكن أن ندخل في عملية تعزيز ذاتي ، ونكون استجابات تقييمية تجاه السلوك الخاص وهذا يقود إلى مواصلة الدخول في سلوكيات مرضية ذاتيا حيث نرفض السلوكيات التي لا نحبها ولا نرتاح لها . ولا يظهر سلوك بدون باعث فالدافع الصحيح ليس فقط القيام بالأداء الفعلي للسلوك لكن أيضا التأثير في العمليات الأخرى التي تدخل في التعلم بالملاحظة . عندما لا نحفز لتعلم شيء ما قد لا نعيره اهتماما ، حيث لا نرغب في ممارسة أنشطة تتطلب مجهودا كبيرا . وعددا من السلوكيات المقلدة تظهر بسرعة تجعلها سهلة في البحث عن العمليات التي تشكل أرضية للتعلم بالملاحظة . فقدوة الأطفال تتكون في الغالب من تقليد فوري لكن مع الكبر ، يطور الأطفال مهارات رمزية وحركية تساعدهم أو تتيح لهم متابعة سلوكيات أكثر تعقيدا . والفشل في تكوين أو تكاثر سلوك مقلد ينتج من انتباه غير كاف ، أو رمزية واحتفاظ غير ملائمين ، أو نقص في الاستعدادات الجسمانية أو المهارة أو التطبيق أو الحافز الغير مناسب أو أي فرع من هذه العمليات أو الأشياء جميعا ). 

الاثنين، 29 نوفمبر 2010

العوامل المؤثرة في التعلم بالملاحظة :


ويحدد باندورا عدد من العوامل المؤثرة في التعلم بالملاحظة (الاقتداء او المحاكاة)وتشمل (انجلر،الزيات) :

  •  عوامل التعلم بالملاحظة المتعلقة بالفرد الملاحظ ومنها :
  1.  العمر الزمني والاستعداد العقلي العام واتجاهه نحو النموذج .
  2.  إدراكه لمدى أهمية ما يصدر عن النموذج وتقديره للقيمة العلمية والمكانة الاجتماعية له كما يدركها الفرد.
  3. الجاذبية الشخصية أو الارتياح النفسي القائم على التفاعل مع النموذج.

  • عوامل التعلم بالملاحظة المتعلقة بالنموذج الملاحظ ومنها :
  1.  المكانة الاجتماعية للنموذج أو درجة نجوميته فيزداد الحرص على الانتباه للنموذج ومتابعته والاقتداء به كلما كان النموذج نجما أو ذا شهرة .

  2.   ما يصدر عن النموذج من أنماط استجابية مصاحبة وتأثيره الشخصي على الفرد الملاحظ ودرجة حياده أو موضوعيته في العرض.
  3.  جنس النموذج وقد تباينت نتائج الدراسات في هذه النقطة هذه الدراسات اتفقت في معظمها حول ميل الفرد الملاحظ للاقتداء بالنموذج الملاحظ كلما زادت مساحة الخصائص المشتركة بينهما.

التعلم الاجتماعي (التعلم بالملاحظة) :


          يقصد بالتعلم الاجتماعي : اكتساب الفرد أو تعلمه لاستجابات أو أنماط سلوكية جديدة من خلال موقف أو إطار اجتماعي. التعلم الاجتماعي القائم على الملاحظة يقوم على عمليات من الانتباه القصدي بدقة تكفي لاستدخال المعلومات والرموز والاستجابات المراد تعلمها في المجال المعرفي الإدراكي ، فالفرد يتعلم عن طريق الملاحظة ويستقبل بدقة الأنماط السلوكية التي تصدر عن النموذج الملاحظ ، بما فيها إيماءاته أو تلميحاته الصامتة وخصائصه المميزة لاستدخال المعلومات والاستجابات المراد تعلمها داخل المجال الإدراكي المعرفي للفرد الملاحظ . وتؤثر عمليات الانتباه القصدي هذه على انتقاء أو اختيار ما ينبغي الانتباه له واستدخاله من أنماط سلوكية تصدر عن النموذج ما يجب اكتسابه وتعلمه وما يمكن إهماله أو تجاهله.






         ويرى باندورا أن معظم السلوك الإنساني متعلم بإتباع نموذج أو مثال حي وواقعي وليس من خلال عمليات الاشتراط الكلاسيكي أو الإجرائي. فبملاحظة الآخرين تتطور فكرة عن كيفية تكون سلوك ما وتساعد المعلومات كدليل أو موجه لتصرفاتنا الخاصة. يمكن بالتعلم عن طريق ملاحظة الآخرين تجنب عمل أخطاء فادحة، أما الاعتماد على التعزيز المباشر يجعل الإنسان يعيش في عالم خطير. معظم سلوك البشر متعلم من خلال الملاحظة سواء بالصدفة أو بالقصد . فالطفل الصغير يتعلم الحديث باستماعه لكلام الآخرين وتقليدهم فلو أن تعلم اللغة كان معتمدا بالكامل على التطويع أو الاشتراط الكلاسيكي أو الإجرائي فمعنى ذلك أننا لن نحقق هذا التعلم. الملاحظون قادرون على حل المشاكل بالشكل الصحيح حتى بعد أن يكون النموذج أو القدوة فاشلا في حل نفس المشاكل، فالملاحظ يتعلم من أخطاء القدوة مثلما يتعلم من نجاحاته وإيجابياته . والتعلم من خلال الملاحظة يمكن أن يشتمل على سلوكيات إبداعية وتجديدية. والملاحظين يستنتجون سمات متشابهة من استجابات مختلفة ويصفون قوانين من السلوك تسمح لهم بتجاوز ما قد رأوه أو سمعوه ، ومن خلال هذا النوع من التنظيم نجدهم قادرين على تطوير أنماط جديدة من التصرف يمكن أن تكون مختلفة عن تلك التي لاحظوها بالفعل. (انجلز، 367). 

من هو ألبرت باندورا Albert Bandura ؟




و لد ألبرت باندورا Albert Bandura في ٤ ديسمبر عام ١٩٢٥م بقرية صغيرة تسمّى موندرا بولاية آلبرتا بكندا لأبوين بولنديين من مزارعي القمح.



 التحق بالمدرسة العليا التي كان عدد طلابها ٢٠ طالباً و عدد مدرسيها اثنين فقط من المدرسين أشبه بالمدرسة ذات الفصل الواحد ) علم نفسه بنفسه هو و غيره من زملائه . هذه الفترة من التعلم الذاتي أثرت على تكوينه العلمي هو و زملائه حيث تقلدوا جميعاً مواقع هامة و تخرجوا و التحقوا بمهن رفيعة المستوى. التحق بجامعة كولومبيا و حصل على البكالوريوس عام ١٩٤٩م، ثم واصل دراسته العليا بقسم علم النفس بجامعة ايوا و حصل على درجة الماجستير عام ١٩٥١م، ثم الدكتوراه عام ١٩٥٢م. عمل بمركز ويشيتا بجامعة ستانفورد حيث ظل يعمل به طوال حياته العملية.

كان باندورا غزير الإنتاج العلمي حيث نشر عدداً ضخماً من المقالات و الدراسات و البحوث في المجلات العلمية المتخصصة، إلى جانب أنه ظل مشغولاً و مهتماً بالتعلم الاجتماعي كمدخل لدراسة الشخصية، كتب كتاباً عن عدوان المراهق عام ١٩٦٣م بالتعاون مع ريتشارد وولترز Richard H. Walters أول طالب للدكتوراه أشرف عليه. ثم نشر كتاب عن مبادئ تعديل السلوك عام ١٩٦٩ م . و كتاب عن نظرية التعلم الاجتماعي عام ١٩٧١م و أعاد نشره عام ١٩٧٧م تناول فيه تصور نظري دقيق لنظرية التعلم الاجتماعي المعرفي.

حصل على الجائزة التقديرية كعالم متميز من الجمعية الأمريكية لعلم النفس APA عام ١٩٧٢م . و حصل على جائزة الإنتاج العلمي المتميز من رابطة كاليفورنيا لعلم النفس عام ١٩٧٣م. و رأس الجمعية الأمريكية لعلم النفس وهي أرقى و أقوى مركز أدبي و أكاديمي في الولايات المتحدة الأمريكية، حيث يقتصر تقلد هذا المركز على علماء النفس الذين لهم إسهامات متميزة في مجتمع علم النفس. ظل على مدى ٢٥عاماً يقوم بتدريس مقررين بجامعة ستانفورد هما سيكولوجية العدوان، و سيكولوجية الشخصية لطلاب البكالوريوس و طلاب الدراسات العليا.





يعد باندورا أحد الرموز الأساسية لنظرية التعلم الاجتماعي و من رواد تعديل السلوك و بصفة خاصة السلوك العدواني ( الزيات، ٣٦١).